إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
16241 مشاهدة print word pdf
line-top
شكر المنعم

كذلك أيضا عليهم أن يشكروا الله أن يشكروه على ما أولاهم فإن نعمه عليهم عظيمة، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً نعم الله علينا لا تحصى وأياديه لا تستقصى، ولكن من حقه أن نعترف بأنها منه وحده، وبأن الإنسان ليس منه شيء ولا يقدر، لا يقدر على شيء إلا بإقدار الله عز وجل له، وأنه في غاية الحاجة وفي غاية الفقر والفاقة إلى ربه سبحانه، يتذكر قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ويتذكر قول الله تعالى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ يتذكر قول الله تعالى: وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وقوله تعالى: وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ .
فإذا تذكر ذلك علم أن ربه سبحانه هو الغني، وأنه لا يعجز عن الإنفاق، ولا عن إعطاء عباده ما يحتاجون إليه، ورد في الحديث يمين الله تعالى ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؛ فإنه لم يغض ما فيه يمينه، وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع فإذا علم العباد بشدة حاجاتهم وشدة فاقتهم إلى ربهم سبحانه، وعلموا بأن ربهم هو الغني الحميد، وأنه الذي يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويصل ويقطع، وعلموا أنه سبحانه لا يعجز عن كثرة العطاء، ولا يعجزه أن يعطي عباده وأن يوسع عليهم ولا يبخل عليهم بشيء.
وعلموا أنه إنما يعذب من يشاء عند المعصية، إذا عصوا وتمردوا؛ عجل لهم العقاب وأنه سبحانه قد يمهلهم ولو كانوا على ذنوب، ويؤخر العذاب إلى أجل، وأنه إذا شاء؛ عجل لهم العقوبة، فعند ذلك يتوبون إليه سبحانه وينيبون ويرجونه ويخافون عذابه حتى يرحمهم، وهو أرحم الراحمين.
فهكذا نتذكر أيها الإخوة أن ما أصابنا فإنه بذنوبنا، ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، نتذكر أن ما أصابنا من قحط وجدب وجفاف وتأخر غيث ومطر فإنه بذنوبنا، فإذا تبنا إلى الله تعالى وأنبنا إليه واستغفرناه؛ فإنه سبحانه غفور رحيم وإذا تبنا إليه فإنه يقبل توبة العبد ويفرح بتوبته مع غناه وأنه سبحانه إذا دعوناه مخلصين له الدين فلن يخيب من دعاه.
إذا دعا الإنسان الله سبحانه وتعالى فلا يخيب، فإما أن يعطيه ما سأله، وإما أن يكف عنه من الشر مثله، مثل ذلك الذي سأله، وإما أن يدخره له في الآخرة، يدخره له؛ فيثيبه عليه في الدار الآخرة.
فهكذا نجتهد في الدعاء ولا نستعجل ولا نقول إننا دعونا وما أُجبنا، وإننا أكثرنا من الدعاء، وإننا استغثنا وسألنا الله تعالى وما رأينا أثرا لذلك، فإن هذا من أسباب عدم الإجابة؛ ورد في الحديث يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت ثم دعوت فلم أره يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.
الله تعالى يحب دائما من عباده أنهم يدعونه ولو كل يوم مرارا أو كل ليلة ولو استمر على ذلك عددا من السنين، فإنه يحب سماع دعائهم واستضعافهم بين يديه؛ حتى يزيل ما بهم من الشدة وحتى يرحمهم وهو أرحم الراحمين.
نسأل الله أن يعم بالخير بلاد المسلمين وأن يرحمهم ويزيل ما بهم من الفقر والفاقة والشدة والضيق والضنك، نسأله سبحانه أن يغيث قلوبنا بالإيمان وأن يغيث بلادنا بالغيث الهنيء، نسأله سبحانه أن يرزقنا التوبة إليه والإقبال إليه والرغبة فيما لديه وأن يقبل بقلوبنا على طاعته، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يرزقنا التوبة والإنابة، نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، والله أعلم وصلى الله على محمد .
س: جزى الله الشيخ خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته وحسناتنا جميعا، وردت أسئلة كثيرة، نتلو منها ما تيسر على الشيخ بحسب ما يسمح به الوقت هذا سائل يسأل عن موت ابنة له صغيرة قبل سنتين تقريبا، يقول في كيفية موتها كانت البنت مريضة مرضا يقال له الزخمة وكان صوتها مبحوحا شيئا ما ، وكانت تلك الليلة باردة بردا شديدا وقبل النوم طلبت مني زوجتي أن أنام أنا وولدي خارج السرير ولكن قلت البرد شديد وسوف أنام فوق السرير لأن السرير يسع حوالي اثنين وأنام على السرير باستمرار وأيضا كان البرد شديدا لا يستطيعه أحد فنامت زوجتي وبجانبها البنت ثم الولد ثم أنا بجانب الولد، وكان علينا بطانيتين فيها وفي صباح اليوم الثاني ، الأم أرضعت البنت وبعد الرضاعة أرجعتها مكانها ثم نامت، والبنت ملاصقة لأمها ونحن نائمون جميعا على السرير وبعد الرضاعة بأربع ساعات صحينا وإذا البنت قد ماتت، فهل يجب علينا يا فضيلة الشيخ كفارة علما أنني لا أدري من المتسبب هل الأم أم الابن أم أنا ؟ لأننا نائمون وكان عمر ذلك سنتين فنرجو منكم الإجابة عن هذا السؤال حفظكم الله ورعاكم .
نرى أنه قضاء الله تعالى وقدره، وأن هذا أمر الله، وقد بذلتم ما تستطيعون، ولم يكن هناك تفريط أو هذه الأفعال ليست عن عمد، ومعروف أن الآباء والأمهات في قلوبهم من الرحمة لأولادهم ما يجعلهم يبذلون ما في وسعهم في وقاية الأبناء، ولكن هذا قضاء الله وقدره فأرى أنه لا كفارة .
س: وهذا سائل يقول ما حكم اشتغال الموظف بالتجارة سواء كان السجل باسمه، أو باسم غيره من أقاربه أدخلوا عليهم اسم التجارة، وما حكم الأموال التي يربحها من جراء هذه التجارة ؟
منع الموظف من التجارة نظاميا؛ لأجل أنه قد يشتغل بالتجارة عن وظيفته، وليس ذلك حسدا له أن يكون له مال زائد على ما يأتيه من وظيفته، وليس ذلك لأجل أن تتوفر أو تبقى التجارة لغير الموظفين، فالموظف الذي يشتغل بالتجارة قد ينشغل عن وظيفته فيتأخر كثيرا عن العمل، لا يأتي إلا متأخرا، كذلك أيضا قد يخرج من مكان العمل مبكرا فيترك بعض الوقت الذي هو من عمله، كذلك قد يراجعه عملاؤه، العملاء الذين يطلبون منه، أو يريدون أن يتعاملوا معه، يأتون إليه في مقر العمل، ويشغلونه عن وظيفته وعمله، كذلك أيضا قد يستعمل بعض أدوات الوظيفة لعمله، فقد يستعمل الهواتف لمجرد أغراضه الشخصية وتجاراته ومقاولاته قد يستعمل الأوراق أو الدفاتر الرسمية في تجاراته وفي معاملاته، فلذلك مُنع حتى يتوفر العمل لهذه الوظيفة، هذا هو السبب، فإذا كان له مثلا تجارة، ولكن جعل فيها عمالا لا يأتيهم إلا في غير وقت العمل، أو جعلها باسم ابنه أو باسم امرأته أو ما أشبه ذلك، فلعل ذلك جائز، ولكن عليه أن يتقيد بالإرشادات والتعليمات النظامية .
س: وردت أسئلة كثيرة عن ما يتعلق بالعرضة ومن هذه الأسئلة هذا السائل الذي يقول ما حكم هذه العرضة هل هي مجرد احتفال ثم ما حكمها إذا صاحبها ضرب طبول.. ثم ما حكمها إذا صاحبها دف فقط وهل يجوز .. استخدام .. فقط.
يحدث في حفلات الزواج أن أهل الزوجة، أو أهل الزوج يجتمعون في مقرهم الذي يكون فيه الاحتفال، لا شك أن هذا الاجتماع أمر عادي فإذا عملوا شيئا زائدا عن ذلك، فإن هذا العمل خاضع لأحكام الشريعة، فإذا قاموا صفوفا يستقبلون القادمين إليهم من أهل الزوج أو من الزوار والمدعوين صفوفا صفا أو صفين متقابلين، فهذا وإن سمي عرضة؛ فإنه لا بأس به لأنه؛ لأجل استقبال الزائرين والسلام عليهم والاحتفاء بهم، وإن صحب هذا ضرب طبول وغناء ماجن؛ فإن ذلك لا يجوز، أما إذا صحبه ضرب الدف والمختار أن يكون الدف في صفوف النساء فلا بأس به، وكذلك إن صحبه شيء من الصوت المباح فلا بأس به، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: أعلنوا النكاح، واضربوا عليه بالدف الدف: هو الغربال، فأمر بأن يعلن النكاح، يعني يشهر حتى لا يكون سرا وخفيا، وأن يُضرب عليه بالدف لإظهار الفرح، ومرة أرسل أو نبه وقال: هلا أرسلتم من يقول أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم يعني كلمات ترحيب، لا بأس بذلك أيضا، إذا كان هناك كلمات ترحيب بصوت ليس فيه ترنم وليس فيه تغنج ولا تلحين ولا تغنٍّ وإنما هو شعر بصوت معتاد فلعل ذلك يباح، والأولى أن يكون في صفوف النساء .
س: وهذا السائل يقول: ولد وابنة توفيت والدتهم تركت تركة وليس لها ولد غيرهما فكم نصيب كل واحد منهما في إرث الأم، جزاكم الله خيرا ؟
يعرف هذا أدنى طالب للعلم، الله تعالى جعل الإرث للأولاد لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فإذا كان الورثة هم أولاد الميت أو أولاد الميتة، يقتسمون الإرث للذكر سهمان وللأنثى سهم، وإذا كان معهم أصحاب فروض أعطوا فروضهم، إذا كان معهم أبوان أب وأم للميت أو للميتة فللأب والأم كل واحد منهما السدس، لوجود الأولاد ذكورا وإناثا، وهكذا إذا كان للميت زوج، يعني الميت امرأة لها زوج أو الميت رجل له امرأة، أعطيت فرضها المرأة لها الثمن والزوج له الربع وهكذا .
س: وهذا سائل يقول: إذا أدركت الإمام في الركعة الثالثة من صلاة العشاء فهل يلزمني أن آتي بالتشهد الأول؟
لا يلزم بل تتابع الإمام، متابعة المأمومين للإمام لازمة، فإذا أدركته في الركعة الثانية تتشهد بعد أولاك أنت، وبعد الثانية في حق الإمام، وتقوم معه بعد الثالثة في حقه وهي الثانية في حقك، تقوم ولا تتشهد بعد الثانية في حقك، وتصلي رابعته وتتشهد معه بعد الثالثة في حقك والرابعة في حقه، وتسلم بعد أن تتم صلاتك .
س: وهذا سائل يقول ما حكم الذي في سفر وأدرك إقامة صلاة العشاء، وهو لم يصل المغرب بعد فهل يصلي المغرب أم يدخل مع الجماعة وينوي بها المغرب ثم يصلي بعد ذلك العشاء ما هو الراجح في ذلك؟
المختار أنه يصلي المغرب وحده فإذا انتهى من صلاة المغرب ثلاثا، فله أن يدخل معهم في بقية العشاء، وأجاز بعض المشائخ أن يدخل معهم بنية المغرب له فإذا صلوا ثلاثا فارقهم، وتشهد لنفسه وسلم، هذا جائز، وهذا جائز، والمختار الأول أن يصلي المغرب وحده .
س: وهذه سائلة أخرى ..انقطع عنها دم الحيض قبل ثلاث حيض ولكن تخشى أن يعود عليها الدم مرة أخرى ولكن بعد خروج وقت الفجر تعقبته بقعة دم، فكيف تصلي صلاة الفجر بعد خروج وقتها؟
المرأة تعرف انقضاء عادتها، وتعرف طهرها بعلاماته، في هذه الحال إذا انقطع الدم وعرفت أنه قد انقطع؛ فإنها تغتسل وتصلي، ذكروا أنها إذا طهرت في آخر الوقت في آخر وقت العصر قبل الغروب اغتسلت وصلت الظهر والعصر؛ لأنها أدركت آخر وقتهما إذا انقطع الدم وطهرت في آخر الليل قبل طلوع الفجر؛ تطهرت واغتسلت وقضت المغرب والعشاء، إذا طهرت قبل طلوع الشمس؛ اغتسلت وصلت الفجر وذكروا أيضا أنها إذا دخل عليها وقت الظهر، ولم تصله حتى جاءتها العادة، بقيت الظهر في ذمتها تقضيها إذا طهرت، ولو بعد نصف شهر، وكذلك إذا غربت عليها الشمس وهي طاهرة، وجاءتها العادة وهي لم تصل المغرب؛ بقيت المغرب في ذمتها.
س: وهذا سائل يقول: رجل مسافر صلى صلاة المغرب مع الجماعة ولم يقصر صلاة العشاء ولكن يوجد جماعة متأخرون يصلون صلاة المغرب فهل يصلي معهم بنية العشاء أم يصلي وحده في ناحية صلاة العشاء قصرا وهم يصلون صلاة المغرب؟
أولا لا يشرع الجمع إلا إذا كان الإنسان سائرا، كما إذا جاء مثلا من الحجاز من مكة وهو يريد الجنوب يريد مثلا أبها أو ما بعدها ومر بهذه البلاد وأدركهم يصلون المغرب، فصلى معهم، ويريد أن يواصل السير بعد صلاته يسير ويواصل حتى لا يعوقه الوقوف لصلاة العشاء مرة ثانية، ففي هذه الحال له أن يجمع، فإذا صلى المغرب مع الجماعة قام وصلى العشاء ركعتين، فإن وجد جماعة يصلون المغرب من الذين قد فاتتهم صلاة المغرب، فإن دخل معهم وصلى معهم؛ فإنه يصلي أربعا؛ لأنه يلزمه أن يتابعهم ولا يسلم حتى يسلموا، فإذا سلموا بعد ثلاث جاء بالرابعة، أما إذا صلى وحده؛ فإنه يصليها ركعتين جمعا وقصرا .
س: وهذا سائل يقول تعرفون يا فضيلة الشيخ أن بعض البنوك من الشركات الإسلامية يبيعون السيارات بالتقسيط ولكنهم يشترطون أن يكون حساب الشخص أو راتبه في نفس البنك أو الشركة وأن يكون كذلك جميعا إذا احتيج أسماؤهم أو ضمان الكفيل عندهم فهل هذا جائز أم لا؟
جائز في مثل هذا أنك إذا أردت شراء سيارة سواء من شخص أو من شركة، وسواء تريدها للاستعمال، أو تريد ثمنها، فإنك...
...ولذلك فعليه أن ينتبه لذلك؛ فيتابع أخبار ولده، يا ولدي أين صليت هذا الوقت؟ إنك مسئول لا تترك الصلاة يا بني، وحافظ عليها مع الجماعة، أين ذهبت، من قرناؤك في هذا اليوم؟
فإذا كان قرناؤه غير صالحين، فطمه عنهم، وأبعده عنهم، لا تصحب ولد فلان، ولا تصحب فلانا الفاسد أو فلانا وفلانا الذين يفسدون عليك دينك وعقيدتك، وهكذا حتى يَصلح ولده، فإذا صلح ولده؛ صلح له الخير، وحصل على خير إذا شاء الله.
كذلك أيضا واجب ولاة الأمر، كالهيئات وأهل الحسبة، وكذلك أيضا عموم المواطنين والمسلمين إذا رأوا مثل هؤلاء الشباب؛ أن يأخذوا على أيديهم وأن يمنعوهم من هذا الانهماك في هذه الشرور والمنكرات، وأن يرفعوا بأمرهم إما إلى من يعاقبهم، أو إلى من يمنعهم ولو بحبس أو بجلد أو ما أشبه ذلك .
س: من الناس من يهاجم أعراض الدعاة في سبيل الله ثم ينتقصهم كما تعلمون أو تعلموننا، فنرجو النصيحة لهؤلاء وجزاكم الله خيرا.
لعلهم إن شاء الله في غير الموجودين أن الموجودين إن شاء الله لا يكون منهم شيء من هذا، ولكن نوصيكم أيها الحاضرون أن تأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء فإنهم سفهاء ولو كانوا من ذوي المؤهلات ولو كانوا يحملون شهادات عالية أو جامعية فإنهم والحال هذه يعتبرون قد وقعوا في ذنب كبير استهزاؤهم بطلبة العلم استهزاء بالعلم، استهزاؤهم بأهل الدين استهزاء بالدين، استهزاؤهم بالمصلين كأنهم يستهزئون بالصلاة التي هي فرضها الله تعالى، استهزاؤهم بأهل الصلاح استهزاء بصلاحهم، لا شك أن هذا الاستهزاء ذنب كبير قد يصل إلى الكفر قال الله تعالى قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ هؤلاء الذين كانوا يستهزئون بالمؤمنين، ويقول الله تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ المتطوعين أهل التطوع بالصدقات، وأهل التطوع بالأعمال الصالحة، يلمزون، اللمز هو العيب، وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ فعليكم أن تنبهوهم حتى لا يعودوا لمثل ذلك؛ فيقعوا فيما هو ذنب كبير يقرب من الكفر .
س: هنا سؤال يا فضيلة الشيخ : عن مسائل الرضاع وهي كثيرة فيقول هذا السائل حتى لا أن توجه فضيلتكم توجيها عاما للحرص من الرضاع حتى لا يتداخل النسب بهذا العمل
قديما كان هناك حاجة إلى الرضاع، ما كانوا يعرفون هذه الألبان الصناعية التي تقوم مقام لبن الأم، فكان الصبي إذا غابت أمه أرضعته جارته، خالة أو عمة أو زوجة عم أو ما أشبه ذلك؛ فيحصل بذلك كثير من التداخل فيما بين الناس بسبب الرضاعة؛ فيتزوج أحدهم ابنة أخته، ابنة أخيه، أو نحو ذلك؛ فيقعون فيما حرم الله لأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب .
فنقول إذا وجد ما يقوم مقام ذلك من الرضاع من الألبان الصناعية أو حتى ألبان بهيمة الأنعام، فإنه لا يجوز أن ترضعه امرأة أجنبية إذا كان يقبل الرضاع من لبن صناعي أو لبن بهيمة الأنعام يُجعل في رضاعة ويمتصه يقوم مكان رضاع أمه ورضاع غيرها، نعم .
س: فضيلة الشيخ لقد يسر الله بمنه وكرمه أن تشارك جمعية تحفيظ القرآن الكريم بهذه المحافظة في المسابقة الخامسة في السنة النبوية .. هذا العام– والتي يقوم فضيلتكم بالإشراف عليها نأمل من فضيلتكم حث الناس على هذه المسابقة، وبيان أهميتها علما أن موعد الاختبار في أول شهر رجب من هذا العام.
هذه مسابقة تبرع بها أحد الأمراء وهو الأمير طلال بن عبد العزيز وفقه الله، ولها ثلاث سنين أو أربع وينظمها جماعة متبرعون جزاهم الله خيرا وقد يعطون شيئا من المكافئة يحفظ فيها المشارك نحو مائتي أو مائة وخمسين حديثا، وكذلك يحفظون شيئا من مصطلح الحديث؛ فيكونون بذلك قد حفظوا هذه السنة، وحفظوا هذه العلوم النافعة، فنقول إن حفظ السنة والمسابقة فيها من الأعمال الصالحة، فنشير على من عنده قدرة أن يسجل في ذلك، وأن يحرص على أن يكون من المتسابقين والمسارعين، وتكون الاختبارات، كل منطقة يعين فيها من يختبرونهم وينظرون في نتائجهم، ثم بعد ذلك ترسل النتائج إلى محل الاجتماع في الرياض ثم تطلع النتائج، ويعطى الفائزون مكافآتهم .
س: فضيلة الشيخ هذه دعوة من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في هذه المحافظة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وهذه الجمعية يتبعها حلقات كثيرة من الطلاب والطالبات، وأقيم عدد من الدورات لكبار السن لكل من الرجال والنساء وهي موضحة في جداول بها البيانات، فلذا نأمل من فضيلتكم حث إخواننا الحضور على التبرع لهذه الجمعية الناشئة، ونحن ندين لهم بالفضل فقد غمروا هذه الجمعية بكرمهم منذ أن فتحت، ونسأل الله تعالى أن يخلف عليهم بما أنفقوا وأن يبارك لهم فيما أبقوا والله يحفظكم ويرعاكم، علما بأن الصناديق الخاصة بجمع التبرعات موجودة في آخر المسجد أكرمكم الله .
جزاكم الله خيرا على هذه الفكرة وعلى هذا الأمر الذي يكون فيه خير، وفيه دعاية إلى حفظ القرآن، وإلى الاهتمام به، فإنا رأينا كثيرا كأنهم تهاونوا بحفظ القرآن، منذ خمسين سنة أو نحوها قبل خمسين سنة كان هناك مدارس في المساجد، وكان الحفظة كثير، ثم فترت من عام سبعين، وغفل الناس، حيث اشتغلوا بالمدارس الابتدائية، وما بعدها وتركوا الاهتمام بالقرآن، وفق الله تعالى قبل ثلاثين سنة أو نحوها لإقامة هذه الجماعات الخيرية والتي تقوم على جهود المواطنين، وعلى جهود أهل الخير، يتبرعون بشيء من المال ولو شيئا قليلا ولو عشرة ريالات أو مائة ريال سنويا ثم مع اجتماعها تدفع كمكافئة أو مرتبة للمدرسين أو للمدرسات، وتدفع أيضا كجوائز تشجيعية للطلبة الحافظين المبرزين، حتى يحصل بذلك التنافس، وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ومن دفع شيئا تبرعا؛ فإن الله تعالى يضاعفه أضعافا كثيرة .
س: قبل ..أوجه الإخوة الحاضرين إلى أنه سيكون غدا إن شاء الله بعد صلاة الفجر لقاء مفتوحا لفضيلة الشيخ في جامع الأوقاف.. أما آخر طلب فالناس ... فهو وجود هذا الجدب .. والطلب .......وأذن في البلاد .. واشتد الكرب وهلكت المواشي فهل لك يا فضيلة الشيخ أن تستسقي بنا ونحن نؤمن معك ولعل في هذا الجمع من هو أشعث أغبر مستجاب الدعوة لعل الله أن يرحمنا.
صحيح أن المسلمين نزل بهم في هذه المملكة عموما إلا ما شاء الله هذا الجدب في ثلاث سنوات متتابعة أو سنتين في بعض البلاد، وحصل ما حصل من هذا الضرر الذي تمكن في كثير فيبست كثير من الأشجار وغارت المياه في كثير من البلاد وأصبح الماء يعز عليهم تحصيله، وكذلك أيضا هلكت الدواب أو كادت أن تهلك إلا ما شاء الله، وكلف أهلها شراء الأعلاف لها بأثمان قد تكون أكثر مما يشترون لأولادهم وذلك بلا شك بأسباب الذنوب ذكرنا قول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وأنه تعالى يعفو عن كثير ، وأنه لو يؤاخذهم لعجل لهم العذاب لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا .
ونقول إن علينا جميعا التوبة إلى الله من هذه المخالفات وحث العصاة على أن يتوبوا رجاء أن يرحمهم الله.
ثانيا: علينا كثرة الصدقات لعل الله تعالى أن يمحو عنا ما اقترفناه من السيئات ومن أخذ الأموال المشتبهة أو المحرمة من غير وجهها، وعلينا الاجتهاد في ألا نَطعم إلا حلالا؛ فإن المطعم الحلال سبب لإجابة الدعوة، قال صلى الله عليه وسلم: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة .
وعلينا أيضا الاعتراف بالخطأ أن نعترف بأننا مخطئون كما قال الله عن الأبوين:
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ فنحن نعترف بأنا ظالمون وبأنا خاطئون وبأنا ذنوبنا كثيرة، فإذا اعترفنا؛ فالله تعالى يعفو عن عباده.
خامسا: علينا كثرة الدعاء جماعات وأفرادا فربنا سبحانه حثنا على الدعاء وأمرنا بأن ندعوه بقوله تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وبقوله: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .
فربما إذا كرر العبد دعاءه لله تعالى؛ أن يستجيب الله دعوته وأن يعطيه ويرحمه ويرحم أيضا به عباده أو من حوله، فربما يكون الإنسان إذا اجتمع فيه خصال الدعوة مستجابا فيرحم الله من حوله بدعوته ويقبلها رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره .
نسأل الله تعالى ونضرع إليه أن يزيل ما بالمسلمين من ضر ومن أذى، ومن أسباب تمنعهم وتحول بينهم وبين الخيرات.
نقول اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا أغثنا، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم اسقنا غيثا مغيثا وحيا وجدا طبقا غدقا مغدقا مونقا مورقا هنيئا مريئا مريعا سحا عاما دائما مجللا دائما عاجلا غير آجل عاجلا غير آجل يا رب العالمين.
اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، اللهم أنزل في أرضنا سكنها، اللهم أنزل من السماء ماء فأحيي به بلدة ميتا وأسقه مما خلقت وأسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا.
اللهم ارحم عبادك الضعفاء اللهم ارحم ضعفهم، اللهم قوهم اللهم أعنهم، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا أنت الغني ونحن الفقراء، أنت القوي ونحن الضعفاء، أنت المالك ونحن المملوك، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا.
اللهم لا تهلكنا وأنت تملكنا اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا رب العالمين، اللهم اسقنا وأغثنا اللهم أزل ما بنا من الشدائد، اللهم ارفع عنا الجوع والجهد والعري واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك يا أرحم الراحمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وأنت خير الراحمين.
اللهم هذا والدعاء ومنك الإجابة، وهذا والجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ولا تردنا بعد الدعاء خائبين، ولا تجعلنا من رحمتك محرومين، ولا عن باب رجائك مطرودين، واجعلنا برضاك من الفائزين يا أرحم الراحمين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد .
نشكر الله تعالى الذي هَيَّأ ...

line-bottom